أكثر المنهزمين في هذه الحياة من المترددين الذين لا يثقون في أنفسهم، ولا فيما يحملون، وإنها لسنة ربانية حاكمة في تجمع البشر أنه لا إقدام مع التردد، ولا نصر إلا مع الإقدام، وإنه لا هيبة لمن لا ثقة عنده، ولا كرامة لمن لا هيبة له.
وإن من المسلمات العسكرية أن الإنتصار وليد الروح المعنوية العالية، وأنه لا قيمة لأي جيش مهما كان عدده وعتاده إذا كانت معنوياته منهارة.
وإذا كانت الثقة ثمرة اليقين، وقوة الإيمان فعلى هؤلاء أن يراجعوا قلوبهم، ويعمروها بذكر الله، وحبه، وحب كتابه فهم أحوج إلى هذا السلاح، وهم أحق، وأولى بتقلده.
وهذه كلمات أذكر بها نفسي، وكل أخ إختار طريق الدعوة إلى الله، والجهاد في سبيل إعلاء كلمته سبحانه فأقول: ثق أنك تركن إلى أعظم قوة، وتأوي إلى حمى ملك عزيز لا يغلب، بيده أعناق الجبابرة، ومصائر الطغاة.
ثق أن الطغاة وسائل بين يديه سبحانه يستعملهم كيف يشاء، فيعذب بهم من يشاء، ويمتحن بهم عباده ليعلم منهم الصابرين، والثابتين.
ثق أن ربك أوفى الأوفياء، وأصدق الواعدين، وعد الذين ينصرونه بالنصر، ووعد المؤمنين به بقسط من عزته، ووعد العائذين به بحسن الإستقبال، وأكمل الحماية.
إنظر في قلبك.. هل تحس بهذين المعنيين العظيمين، الثقة بقوة الله، والثقة بنصره.. هل تحمل بين ضلوعك هذا السلاح الرباني؟.
إني أدعوك ونفسي إلى حمله صباح كل يوم، وفي كل لحظة من نهار وليل، وانظر بعدها كيف تقابل المنكر، وكيف تواجه الطغيان، كيف تكافح الضلال؟!.
إن الثقة بالله وقدرته ونصره تجعلك مقداماً لا تهاب، ثابتاً لا تتردد، واعلم أن الناس لا يمتثلون لمتردد، ولا يستجيبون لجبان، واعلم أن سلاح الثقة الذي يمنحه لك الإيمان له ثمرة تدل عليه، ونتيجة يقتضيها، ومظهر مؤثر في القلوب، وحد ماضٍ قاطع لا يقف أمامه أي إغراء، ولا يثلمه أي تهديد، أو ترهيب.
إنه سلاح الصراحة، والصدع بالحق، والوضوح في الدعوة، وعدم المجاملة في الدين، فيجب عليك أن تصدع بالحق صدعاً كما صدع به رسولك الكريم صلي الله عليه وسلم، وقدّمه للناس كما تعلمته من ربك ورسوله، ولا تتنازل عن شيء منه صغيراً أو كبيراً، قليلاً أو كثيراً.
الكاتب: محمد نعيم ياسين.
المصدر: موقع ياله من دين.